في عالمٍ يسعى فيه الإنسانُ بلا كللٍ إلى تسخيرِ التكنولوجيا لخدمةِ مُتطلباتهِ، بزغَ نجمُ الذكاء الاصطناعي، مُنيرًا آفاقًا جديدةً للإبداعِ والإنجازِ. ومن بينِ روّادهِ برزَ ChatGPT، نموذجُ لغةٍ ثوريٌّ من إنتاجِ شركة OpenAI، وَعدَ بتغييرِ طريقةِ تفاعلنا معَ اللغةِ وفهمِ العالمِ من حولنا. ولكنْ، لم يخلُ هذا النجمُ الساطعُ من بعضِ العيوبِ، فسرعانَ ما ظهرتْ ظاهرةٌ مُقلقةٌ تُهددُ بُنيةَ هذا الإنجازِ العظيم: نسبُ الخطأ المُرتفعة في ChatGPTChatGPT.
رحلةُ اكتشافٍ مُظلمة
بدأت حكايتنا معَ باحثٍ مُتخصصٍ في الذكاء الاصطناعي، كان يُجري تجاربَ على ChatGPT لمعرفةِ قدراتهِ واختبارِ إمكانياتهِ. لكنْ، معَ مرورِ الوقتِ، لاحظَ الباحثُ شيئًا مُقلقًا فقد كانتْ نتائجُ ChatGPT مليئةً بالأخطاءِ. وفي بعضِ الأحيان، كانَ ChatGPT يُنتجُ نصوصًا لا معنى لها، أو يُترجمُ اللغاتِ بشكلٍ خاطئٍ، أو حتى يُقدمُ معلوماتٍ مغلوطةً ومُضلّلةً.
شعورٌ بالخيبةِ والإحباط
أصيبَ الباحثُ بالخيبةِ والإحباطِ، فقد كانَ يُعلقُ آمالًا كبيرةً على ChatGPT. كيف يمكنُ لنموذجٍ لغويٍّ بهذهِ الإمكانياتِ أن يُنتجَ نتائجَ مليئةً بالأخطاء؟ بدأ الباحثُ في البحثِ عنِ سببِ هذهِ الظاهرةِ، فوجدَ أنّ ChatGPT يعتمدُ على خوارزمياتٍ معقدةٍ تتعلمُ من خلالِ كمياتٍ هائلةٍ من البياناتِ. لكنْ، إذا كانتْ هذهِ البياناتُ تحتوي على أخطاءٍ، فإنّ ChatGPT سيُنتجُ بدورهِ أخطاءً.
مخاوفُ وتساؤلات
أثارتْ هذهِ الاكتشافاتُ مخاوفَ كبيرةً في أوساطِ مُجتمعِ الذكاء الاصطناعي. كيف يمكنُنا الوثوقُ بنموذجٍ لغويٍّ يُنتجُ معلوماتٍ غيرَ موثوقةٍ؟ ما هي مخاطرُ استخدامِ ChatGPT في مجالاتٍ حساسةٍ مثلُ الطبّ والقانونِ والتعليمِ؟
البحثُ عن حلول
لم يُستسلمْ الباحثونَ لهذهِ التحدياتِ، بل بدأوا العملَ على إيجادِ حلولٍ لمعالجةِ مشكلةِ نسبِ الخطأِ المُرتفعةِ في ChatGPT. وأحدُ الحلولِ المُقترحةِ هو تحسينُ جودةِ البياناتِ التي يتمُّ تدريبُ ChatGPT عليها. كما يُمكنُ أيضًا تطويرُ خوارزمياتٍ جديدةٍ أكثرُ دقةً وكفاءةً في معالجةِ اللغةِ.
مستقبلٌ غامض
لا تزالُ حكايةُ ChatGPT قيدَ الكتابةِ، فالمستقبلُ غامضٌ حولَ ما إذا كانَ هذا النموذجُ سيُتمكنُ من التغلبِ على تحدياتِهِ وإثباتِ قدراتهِ الحقيقيةِ. لكنْ، بغض النظرِ عن النتيجةِ، فإنّ هذهِ الحكايةُ تُعلّمُنا درسًا مهمًا وهو أن الذكاء الاصطناعي أداةٌ قويةٌ، لكنّهُ ليسَ مُعصومًا من الخطأ. وعلينا توخي الحذرِ عندَ استخدامِهِ والعملُ باستمرارٍ على تحسينهِ لضمانِ استخدامهِ لصالحِ البشريةِ.
اقرأ : اتجاهات الذكاء الاصطناعي في عام 2024 رحلةٌ نحو مستقبلٍ ذكي